الذكرى الثانية لرحيل الأستاذ الكبير ونّ ولد خرشف
الموزون- في مثل هذا اليوم 13 إبريل 2015 رحل عن عالمنا الزائل، الأديب المغفور له بإذن الله ونّ ولد خرشف، وفي يوم ما من العام: 1940م ولد هذا الأستاذ الراوية محمد الأمين ولد محمد ولد خرشف الملقب "ونّه" في قرية "حاسي البركه" في مقاطعة الطينطان بولاية الحوض الغربي، فتلقى تعليمه المحظري في سن مبكرة على يد
عمه سيد محمود ولد خرشف فقرأ القرآن الكريم وبعض المتون الفقهية المتداولة في المنطقة.
تربى المرحوم "ونّه" في منطقة علم وورع وثقافة وفن، فالفتوة فيها مرتبطة بتعلم الخصال النبيلة، ومن ذلك الفروسية و"الفتح في أزوان"،
شيوخه في أزوان هم: صمبه ولد السيد وأحمد ولد بوب جدو ثم تعمق في الفن من شتى مدارسه في الحوض حيث عاصر كبار الفنانين مثل: سيد احمد البكاي ول عوّ، سيد احمد ولد احمد زيدان، ونّه ولد أعل خدجه، محمد الشيخ ولد السيّد، محمد ولد بوب جدو والشيخ ولد أباشه.
التحق بإذاعة موريتانيا منتصف الستينيات من القرن الماضي فعمل بها سنة: 1965م حتى: 1969م حيث اشتغل في السفارة الموريتانية بالجزائر، ثم عاد إلى أرض الوطن فالتحق بشركة سوماكات حتى أواخر 1975م ليعود من جديد إلى إذاعة موريتانيا بصفة رسمية فشغل فيها منصب محرر الشريط الغنائي، وكان رحمه الله من رواد قسم الأدب الشعبي رفقة الرعيل الأول من أعلام هذا الفن الجميل.
أحيل إلى التقاعد في 31 دجمبر سنة 2000م لكنه بقي متعاونا في الإذاعة لضرورة العمل حتى رحيله صبيحة الإثنين 13 إبريل 2015، رحمه الله.
رحل الأستاذ ونّه ولد خرشف لكن ذكره سيبقي في نفوس الموريتانيين، لم يبخل على الوطن بعطائه الثقافي والأدبي حتى أصبح ذاكرة حية رواية ودراية في فن الثقافة الشفهية "لغن وأزوان" بشهادة الجميع.
عاش الأستاذ ونّه حاضرا حضورا متميزا في كل المناسبات الثقافية، فحمل على عاتقه هم ذاكرة أمة وتاريخ وحضارة شعب أصيل.
عرف المرحوم محمد الأمين ولد خرشف الملقب "ونّه" بدماثة خلقه ودقة معلوماته وصدقه وشهامته وحبه للناس وتفانيه في أهله وأصدقائه، فرحم الله فقيد الوطن والتاريخ والثقافة والفن والأدب، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بقلم محمد ولد اصوينع
الجمعة, 14 أبريل 2017 17:21